بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد : إن الله عز وجل حكيم عليم في كل ما يفعل ، خلق الخلق ، وجعلهم في هذه الحياة وأمد لهم أعمارا ، كل وما كتب الله ، وأخبرهم أنهم في دار عمل ، فاليوم عمل ولا جزاء ، وغد جزاء ولا عمل ، ( كل يغدوا فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ) في الحديث أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن خير الناس من طال عمره ورزقه الله الإنابة ، ومما هو مقرر في عقول الناس أن هناك تباينا بين الناس في مسألة العمل والإنجاز في هذه الحياة ، فهناك من الناس من عاش فترة قصيرة لكنها طويلة من حيث الأعمال التي عملها ، ، بينما هناك آخرون على العكس من ذلك ، عمر طويل بعمل قليل ، ولذلك ابن عطاء الله رحمه الله يقول في حكمه : رب عمر اتسعت آماده، وقلت أمداده، ورب عمر قليلة آماده، كثيرة أمداده من بورك له في عمره، أدرك في يسر من الزمن من منن الله تعالى، ما لا يدخل تحت دوائر العبارة، ولا تلحقه الإشارة ن ونحن نأمل وندعو الله تعالى أن يبارك في أعمارنا وأن يجعلنا ممن يطول عمرهم في الخير ، إن شاء الله ، والله ولي التوفيق ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .