قال الله تعالى :
﴿ ولكلٍ وجهةٌ هوَ موليها فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأتِ بكم الله جميعاً
إن اللهَ على كل شيء قدير ﴾
إن المعول عليه في صلاح الإنسان هو التسابق إلى ما هو خير استجابة لأمر
الله سبحانه ﴿ فاستبقوا الخيرات ﴾
و الخيرات : كلمة جامعة لخصال الكمال التي تصل ما بين العبد وربه ، وتصل
ما بينه وبين مجتمعه ، وعماد ذلك كله الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله
واليوم الآخر ومتى توفرت للمرء عناصر هذا الايمان كان فعالاً للخير .
ومن الخير أن تستقيم على طاعة الله وتلزم مكارم الأخلاق وتنشر الفضيلة
وتحارب الرذيلة .
ومن الخير أن تبذل من ذات نفسك ومالك تطلعاً إلى مجتمع الكفاية والعدل
الذي يستهدف شرف الانسان وكرامة الانسان .
ومن الخير أن تعمل لرفعة وطنك حتى يأخذ مكانه اللائق به تحت الشمس ومن
الخير بذل النفس والنفيس دفاعاً عن الوطن إذا أريد به كيد أو نزل بساحته ضيم .
والاستباق إلى الخيرات فضيلة دعا إليها القرآن ورغب فيها ووعد عليها النعيم
المقيم ﴿ والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم ﴾
وفي قوله سبحانه : ﴿ أينما تكونوا يأت بكم الله جميعاً ﴾
ترغيب في التسابق إلى الخير وترهيب للقاعدين عنه ، فمتى علم المرء أن
الله سبحانه سوف يجمع الناس ليوم تجد فيه كل نفس ما عملت من خير مُحضراً
وما عملت من سوء تودُّ لو أن بينها وبينه أمداً بعيدا
﴿ وإن الله على كل شيء قدير ﴾ لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء متى
أيقن ذلك كان الانسان فاضلاً خيراً لا يفعل إلا الخير
طوبى لعبد جعله الله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر وويلٌ لعبدٍ جعله الله مفتاحاً
للشر مغلاقاً للخير