لن يكون العبد بأمان طالما بقي في هذه الحياة فالعدو يتربص بالمرء ليوقع به وعلى هذا لا بد من الحذر كل الحذر حتى لا يكون من الهالكين وأعدى أعداء الإنسان وأكبرهم هو الشيطان الرجيم والذي لا يترك سبيلا من السبل ولا طريقا من الطرق إلا سلكه من أجل الإيقاع بالإنسان لهذا كن على حذر وإني الآن يا بني أنبهك إلى طرق دخول الشيطان ليتمكن منك فانتبه جيدا من أجل أن تسد هذه الطرق حتى تكون بأمان ‘
كل ذي لب يعلم أنه لا طريق للشيطان عليه إلا من ثلاث جهـــــــــات "
الطريقة الأولى " التزيد والإسراف ، فيزد المرء على قدر الحاجة فيصير فضلة وهي حظ الشيطان ومدخله إلى القلب ، أما طريق التخلص من هذا الباب وغلقه فهو : الاحتراز من إعطاء النفس حقها من غذاء ، ونوم ، ولذة ، وراحة ، فمتى أغلق هذا الباب حصل الأمان من دخول العدو منه .
الطريقة الثانية " الغفلة عن ذكر الله عز وجل لأن الذكر حصن من الشيطان فإذا ذكر المرء الله تعالى فهو في أمان ومتى غفل عن
ذلك فتح باب الحصن فتمكن العدو من الدخول فيعسر إخراجه لذلك يا بني لا بد من ذكر الله تعالى حتى يكون المرء بأمان من العدو اللعين الذي يتربص له في كل مكان .
الطريقة الثالثة " تكلف مالا يعنيه في جميع الأشياء { ومن حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه }